لي فيك يا سلط ماض لست انساه
تمضي الـســنون ولا تنفك ذكراه
ففيك اينع عودي واســتويت فتى
ضــــــاقت باحـلامه افاق دنيـــاه
وفيك مدرسـة يا ســـــلط شامخة
كـــانت محط امـــــانيه ومـهـواه
تربعت في ذرى التل المنيف بها
غـراء كـالـفـجـر يهواهــا وتهواه
انعم بمدرسة الـســلط التي رفدت
اردنـنــا برجــــال هم نـشـــامــاه
طموح امتنى العظمى رســـالتهم
وذكرهم عــاطر بالحمد تــيـــــاه
من لي بشعر يجلي فضل مدرسة
مكـانهـا من بنـــاء الـمـجـد اعلاه
اولى المدارس في الاردن مافتئت
تهيء الـنـشء للـجـلـى وتـرعــاه
كم خرجت من شباب لامعين وكم
من عبقري زكت فـيـها سجـايــاه
شعري يقصر عن وصف يليق بها
مـهـمـا اجدت ومـهـمـا دق معنــاه
لــو استطيع لطوعت القريض لها
وقـلـت مــالـم يـقـل قيس بـلـيـــلاه
يـــا سلط اني احيي فـيـك مـدرسة
العلم يزهو بـهــا والعز والجـــــاه
حياك غيث همى يا خير مدرســة
هــذا فؤادي وهــذا بـعـض نـجواه
طفولتي وشــــبـابي فيك قد درجـا
ســـقـيـا لــه من زمــان مـا احيلاه
ومـا تغنيت طـــول العمر في اثــر
احـب مـنـك ولا روحــي تـمـنـــاه
يـا سلط مدرسة التجهيز قد طلعت
نجما اضــاء حمـانـــا منك مسراه
فــإن نظمت بـهـا شعرا فلا عجب
فرب شــــعر ينـسـي الـمـرء بلواه
قـد كـنـت طـفـلا يـتـيـما ما له سند
فضمني صدرها حتى انطوى الاه
وكـــان فـيـهـا رفـاق لي الـفـتـهمو
أين الرفـــاق مضوا واحرّ قـلـبــاه
امــا اســــاتذتي فـيـهـا فــانـهـمـوا
كانوا مصابيح ما ضلوا وما تاهوا
جـزاهـمـوا الله عنّـــا خير جـازية
فكل فـضـل لـــنـــا عـنـهـم أخذناه
يـــا ســـلط ان فتاك اليوم حن الى
مــاضي صبــاه وهزتــه حـمـيــاه
لكنـه عنك صرف الدهـر غــيــره
فصــار شيخــا زهـا بالشيب فوداه
وجـــاء قد جــاوز السبعين يحملـه
شــــوق الـيـك ونـــــار في حناياه
يـا ســلط لا تنكري شيخا اتاك فقد
عهدتــه يــافـعـا مـــا اخضر خداه
ان الزمــــان الذي بالامس اكرمه
مــنه اســـترد الذي قد كان اعطاه
وهكذا كل حي ســــــوف يـخـلـقـه
كر الليـــالي وسوف الدار تـنـعــاه
يــا ســلط صبرا فهذي الدار فانية
وليس يبقى عـلـيـهــــا بـعد الا هو
ان طال عمري فما عيش على كبر
يحلــو, وان مت فـالـيـرحـمني الله
مصطفى حيدر زيد الكيلاني
)جدي الغالي أبو أنمار رحمه الله(
Leave a comment